الثلاثاء، 1 يوليو 2014

الفصل الثاني و العشرون: ( سيكوباتية : أنا ونفسي !)








الفصل الثاني و العشرون: ( سيكوباتية : أنا ونفسي !)











الفستان الاسود الملطخ بالدماء

والسكين التي احملها بين يديّ

الجحوظ الذي اعتلى عينيّ

والابتسامة المرعبة التي ملآت شدقيّ !

في منتصف ليلة اكتوبر والقمر بدرٌ اسير !

بين طرقات المدينة التي عجّت بجثث الموتى والسعير

اصواتُ الصراخ امتدت لأميال و سقوط الاجساد على الارض

فقط .. كان رومانسياً !

حينما وقفتُ امامك وانت مرعوبٌ وقد امتلأ كيانك بالخوف

ادركت أن الحياة صعبة عليكَ عزيزي ..

لذا دعني احررك منها قبيل ان ترى ما اختفى خلف قناعي !

يدي الشاحبة اخترقت صدرك وامسكت بقلبك النابض بقبضتها الباردة

اعتصرته في جوفك ، ذاك النابض بلؤم لا يموت !

وحتى بعدما متَّ لا ازال ارغب بقتلك !

اكرهك ! واحبك ! امقتك ! اعشقك !

ما به عقلي يرسمُ صوراً لك ميتاً عند حقول الازهار ؟!

ولما اطعن بجثتّك الهامدة الشاحبة الباردة ؟!

ابتسامة .. قهقهة .. ضحكات جنونية هستيرية !

يا الهي ! ما انا ؟! ما الذي يحّل بي ؟!

اطفالي .. !

جثثهم على الارض مقطعة ! بنفس السكين الذي بين يديّ !

انا .. ما انا ؟!

سيكوباتية ! انا ونفسي التي لا اعرفها !




~





التوقعات لا تصدق دائماً


خاصةً حينما نصدق بها بشكلٍ غير متوقع وعميق ، فتنبش داخلنا بذلك الامل المزيف !

وحتى إن كان مزيفاً فهو يعطينا سبباً للحياة ! ولكن حالما تتكسر المرآة وتسقط القطع !

وتنهار تلك الزوايا التي اتخذناها مرتعاً لآمالنا ! ونكتشف ان القدر غريب وغامض !

قد نفقد كل شيء وتتحطم تلك البقعة الصغير فننطوي على انفسنا خائفين ! لما أنا ؟ ولما هذا ؟!

فعلى الرغم من كل شيء التوقع هو التفكير بما نريده نحن وتتوقعه رغبات عقلنا الدفين !

فلا محال إن اصبحت خطأً ولا غرابة إن حدثت حقاً !

فلاش باك

قبل عشر سنوات

لا احد يدرك غموضاً اكثر من المطر المتقلب ، الذي يقرع ابواب قلوبنا المغلقة بالحديد فيفتحها ! إما على سعادةٍ او على حزن !

وقد نسمع تلك التهويدة الخافتة بين طيات زخات المطر ، تلك الاغنية الحزينة التي تفطر نياط القلوب وتسعى لإختراع ما اعتّل في الانفس طاغياً !

وحيث أميالُ الغابات تحت غطاء السماء الاسود وسط الامطار ، حالما تتوغل القلوب فيها قبل الابصار وتغشي ما تريد وتظهر ما ترغب

بأوهامٍ هي اصلُ كل حلم .. كل رغبة !

وكما هي واقفة للمرة المليون أمام قبر والدتها ، تنظر إلى ذلك الشاهد المنتصب بصمود على الرغم من مرور السنين !

فتاة الاثني عشر ربيعاً تخلع عصبة عينها وترميها ارضاً فما كان من الظلام ظاهراً غير ذلك الاحمرار المهيب !

لم تحدثها هذه المرة ، لم تنبس ببنت شفة رغم ان كثيراً يختلج مشاعرها الداخلية ! تريد الحديث ولكنها على مرّ الزمان ادركت

أن الاموات لا يسمعون ولا يرون !

قهقهة صغيرة – وإن كانت مثقلة بالتعب – قد اراحت بعضاً من روحها المكروبة ، حينما هلهلات من حديث ريو ضجّت بمسامعها بقلقٍ على حالها

- لن يسمع الاموت ولن يشعروا ، فلو عاد الاموات احياءً لا اظنّهمُ مهتمين !

تشّد تلك القبضة المتهاوية على جذعها الايسر الذي اختفى خلفه قلبها ، وهي تلهّث بعض الشيء مقهورةً ، منبوذة و متحسرة !

ففاض الدمع مدراراً من اعينها اللامعة ، تدرأ به ما يجوب قلبها من آهاتٍ قديمة منكسرة في سجنٍ ابدي !

ورغم انها تبكي إلا انها ابتسمت – ابتسامة غريبة – قد اظهرت ذلك التناقض العجيب في نفسها وكيانها حينما صّرحت بالحقيقة التي تريحها اكثر من أي شيء

- الحمدلله أنها تمطر ، لا احد يستطيع أن يرى دموعي !

لثانية اعتقدت ذلك ، ولكن يدين من خلفها امتدت وعانقتاها بقوة تعجبت منها ، لم تستطع ان ترى وجه من جاء لمواساتها ولكنها شعرت به يدفعها اكثر إلى احضانه ويرخي رأسه على كتفها

وبما إنه خلفها ، ما كان منها إلا وضع افتراضاتٍ لا تعلم صحتها ، ولكن دفئه ! المشاعر الصادرة منه اراحتها و تعّرفها إلى شخصه من كلماته قد فاجئها

- أنا استطيع ان اراها ! تلك الدموع !

اتسعت عيناها بشكلٍ مصدوم حالما رفع رأسه وشّد على يديه مقرباً إياها منه حينها نادته كابتة تلك المشاعر داخلها

- كازو !

ابتسم بهدوء غلفه حينما قال مستحثّاً إياها على الاكمال

- ابكي ! إياكِ وإبقاء الدموع محتجزة !

وكأنما كلماته كانت مفتاح القفل الصلب ، فبكت ! بكتْ بحرقةٍ غريبة صامتة ريثما هو فقط يعاين ألمها ويتمنى ان يشاركها فيه !

ساعة كاملة كانت الوقت المستغرق لبكائها ، انهته بشهقة صمتت بعدها لفترة من الزمن ، حالما شعرت بالراحة ارخت جسدها بين يديه وهي تسند رأسها على صدره ! و حينها اعترفت بأمرٍ ما له ولم تكن اول مرة تقولها بخنقة

- أنا من قتلها كازو ! انا السبب !

شدّ على شفتيه بقهر محاولاً أن يبقي اتزانه وهدوءه وهو يجيبها نافياً

- كلا ! بل انا من فعلها ! لا تنسبي الذنب لنفسك !

تلك الابتسامة الجاحظة التي رسمتها وبعض الخذلان الذي تجلى على عينيها حينما اعقبت بسخرية ميتة

- لا نهاية لهذا ! كلانا قتلها ! كلانا نتشارك هذا الذنب ! ما رأيك ؟!

قبّل رأسها وهو يبتسم ساخراً بإجابته الغير متوقعة

- اجل ! كلانا من قتلها !

لو لم يكن يعانقها بهذا الشكل القوي لكانت قد سقطت على ركبتيها من الارهاق ، ولكنه تمسك بها كما يتمسك المرء بحياته ! خشي أن يتركها فتذهب إلى حيث لا يمكنه الوصول اليها !

- احبك !

قالتها وهي تغفو بعينيها غير مدركة لما تفوهت به ، حينها هو قد صُدم وتسارعت نبضات قلبه ! لم يدرك إن كان هذا حلماً أم لا ولكنه فقط .. كان سعيداً بهذه الكلمة التي خرجت منها !

فأي عمقٍ من احلامه سمعها تقولها له ؟! وكم من المرات اراد الاعتراف بها كما هي الان ؟! ، صداها على قلبه كان مختلفاً عن اي كلمة اخرى ، وكأنما هي فتحت له الجنة على مصراعيها !

فرح بها رغم كئآبة الاجواء واستوطنها كمنزلٍ لا يرغب بتركه ابداً !

- لما لا يمكنني أن اقولها لك ببساطة ؟!

اكملت جملتها ! عرف حينها بصعوبة الامرِ عليها رغم ان ابتسامته اتسعت وهو يحملها حالما فقدت الاحساس بالعالم الخارجي ، تنهد ليصّرح بها منكسراً

- لو اني استحققتها منكِ وحسب .. لكان الامرُ جميلاً !

نهاية الفلاش باك

الوقت الحالي

لم يعلم لما تذكر هذا في وقتٍ حرجٍ كهذا ولكنه استيقظ من تلك الذكريات حالما شاهد والدهُ يلكم آيـآكا بقوة مما جعلها تتراجع إلى الخلف متألمة

توقفت مبتسمة بجنون وهي تنظر ناحيته ولكن ابتسامتها اختفت على وقعِ نظراته الميتة ناحيتها ، ابتسم فجأة فشعرت بالرعب وتراجعت !

تفاجئ هو حينما قامت بالتوقف والأبتسام رغم التوتر الذي ساد الجو من حولها لتحرك يديها وتقوم بتنفيذ أختامٍ ما ضربت بها الارض فتحركت الاشجار متمددة من تحت الارض فتضخمت وخرجت صانعة غابة ضخمة تهاجم ساتان

الذي استطاع تفادي تلك الجذوع الضخمة بسهولة فاجئت آيـآكا

- لستَ عجوزاً اذاً !

قالتها رغبةً في تدمير اعصابه ، فما كان منه إلا ان ابتسم واجابها بغرور قبيل الوصول اليها

- وهل ترين كل هذه الوسامة لعجوز ؟!

اصابها القهر من ثقته التي لا تهزها ريح ، رغم انه كان امامها منذ لحظة ولكنه اختفى فجأة حالما سهت عنه !

حركت عينيها يمنة ويسرة باحثه عنه وإذا به خلفها ! لم تشعر به مطلقاً ! كان يبتسم ابتسامة ميتة تعكس مشاعره الداخلية

حرّك يده حركة بسيطة ارعبتها فطعنها في كتفها لتخترق يده الجهة الاخرى منها ! تألمت منه ولكنها لم تقف مكتوفة اليدين بل قامت كذلك بطعنه بالمثل في كتفه !

على الرغم من انه لم يظهر أي نوعٍ من الالم او المشاعر حتى إلا انها علمت بأنه غضب لأنها افسدت زيه المفضل !

ابتسمت بمكر جعله يرفع احد حاجبيه انكاراً وإذا بظلٍ ضخمٍ غطاهم من السماء ، رفع بصره واشخصه صوب الحجر الضخم الذي توسط السماء وبدأ بالسقوط ناحيتهما !

ابتسم ولكمها بسرعة فتراجع الى الخلف ليسقط الحجر ويدمر كل ما تحته ، هبت رياحٌ حجرية اثارت الغبار في الاجواء لثوانٍ

مما اعطى لساتان الافضلية في تلك اللحظة حينما فرد يديه وراحت طاقة بنية من الارض تتسرب ليديه اللتين امتصتاها بشكلٍ غريب !

ما ان تلاشى الغبار حتى فتحت آيـآكا عينيها بصعوبة مبتسمة ترجو أن ساتان قد تأذى ولكنها صُدمت حالما دفعها بيده على صدرها !

ما زاد من صدمتها كان تحجر المكان الذي لمسها فيه ، اعادت النظر اليها فلمس وجهها لتتحجر وجنتها مباشرةً !

ادركت امتصاصه لجزء من قوة الارض الصلبة ، التي تعمل على جعل كل ما تلمسه يداه من الحجر !

حينها ادركت نواياه ! هو يقاتلها كالأطفال ! لن يقاتلها بشكلٍ جديّ ابداً !

استشاطت غضباً وراحت دمائها تغلي وهي تصرخ بحنق واضح

- كفاك عبثاً !!

اغضابها يمتعه بشكل لن يتخيله أي شخصٍ آخر ، قهقه عليها بشّرٍ واضح وهو يرد على صراخها بوعيد

- أنتِ من طلب الحرب وأنتِ اليها تعودين !!

مطّت شفاهها بقهر ، سرعان ما عادت تبتسم وقد نظرت ناحية الثمانية الواقفين دون حراك !

شكّ ساتان لوهلة فيما تفكر فيه ولكنه تراجع عن ذلك ، فهي لن تقوم بإيذائهم امامه وإلا ماتت بشكلٍ اسرع من المتوقع !

هزت يدها في السماء كالمروحة فبدأت غيومٌ رمادية بالظهور ، سرعان ما تجمعت وشكلت اعصاراً ضخماً راح يقتلع الاشجار ويدمر الارض الصلبة من تحته

ارادت به ان تبعد الثمانية الواقفين ، لا تريد ادخالهم في هذه المعركة التي قد يموت احدهما فيها !

تراجعوا جميعاً ريثما ساتان طفى في السماء يرمق الاعصار ببرود ، احال بصره ناحية ابنائه و آيريس ليجدهم يتراجعون إلى الخلف بانزعاجٍ واضح

ابتسم على ملامح كازو وهو يلكم آيريس الذي اظهر شكلاً طفولياً من البكاء وهو يقول بحسرة

- عارٌ عليكَ ضربي كازو ! فأنا مخلوقٌ لطيف !

ما كان من كازو الا ان خنقه بيديه وهو يصرخ في وجهه بعصبية محضة

- ألا تكف عن غبائك ! اصمت ودعنا نراقب ايها السنجاب المشوه !

لا يزال الاعصار يلاحقهم وهم يبتعدون اكثر واكثر ، تنهد ساتان واعاد بصره إلى آيـآكا التي تنظر اليه بسخرية !

لا يعلم لما في تلك اللحظة بالذات تمنى اريكته ! و صحن العنب ! يريد ان يجلس بملل عليها و يأكل العنب وهو يراقب ماهوتي يعذب آراشي !

تخيله فقط لهذا اصابه بالخمول وقد تحولت ملامحه لشيء لطيف متّورد الوجنتين مما أثار غضب آيـآكا ، لم تعرف بأنه يريد فقط ان يثير غضبها اكثر ! وقد نجح بالفعل في فعل ذلك !

ومن غضبها عليه ظهرت امامه ولكمته بقوة على وجهه مما ادمى شفاهه ، بصق الدم وابتسم لتتحول ابتسامة لوجهٍ مرعب من الحماس !

لم يتوانى في ركلها بعدها على معدتها ولكمها على مختلف بقاع جسدها ، تحمست هي كذلك وراحت تبادله الضرب وتجرحه كما يفعل هو متحمساً !

وقف ساتان على الارض بنفس الحماس ونفذ بضعة اختامٍ ليحلّ الصمت حول آيـآكا التي وقفت كما فعل هو ، امالت رأسها تنتظر حدوث شيءٍ ما

ولكنه فقط انزل يديه لولهلة ثمّ حكّ رأسه بملامحه متململة ممن الحرب الطفولية التي يخوضها ، لم تغضب كالسابق ولكنه استطاع تشتيت انتباهها حتى صُدمت بظهور تلك الموجة الضخمة خلف ساتان من العدم !

لم تكن عادية ، تلك المياه السوداء ! إن لمستها فسوف تختفي من الوجود لا محال !

اغرقت تلك المياه ساتان الواقف دون حراك اما هي فقد قفزت محاولة النجاة بحياتها ، ولحسن الحظ ارتفعت فيما فيه الكفاية عن تلك المياه السوداء الملعونة !

ولكن من بين الامواج المتلاطة خرج ساتان بسرعة مرعبة بعينٍ واحدة تحولت للأحمر والاخرى غطاها شعره الذهبي !

وبدون ان تشعر كان قد دفعها بيده على معدتها بتقنية خاصة جعلت كل اعضائها الداخلية تتقلب ! فبدأت تسعل الدماء بلا توقف !

ولكنه لم يكتفي بهذا بل سدد ركلة قوية على رقبتها هزت كل كيانها واصابتها بدوارٍ حاد !

- كنتُ اعلم بأني لن اكون نداً له حتى وإن كنتُ اخته ولكن هذا ... غير معقول !

رددتها بكل ذرة صدمة تملكتها يوماً ما ! وقفت بصعوبة وابتسمت والدماء تخرج من فمها وقد تحرر شعرها الطويل من قيده فصرخت بسعادة

- اذا عليّ ان اخرج قوتي كذلك !

بعدما قالتها نظرت للأرض التي اختفت المياه السوداء من عليها فاتسعت عيناها برهبة متفاجئة ، الارض للسواد تحولت واختفى كلُ اثرٍ للحياة عليها ! تخيلت للحظات لو كانت هناك ! كانت لتموت !

تذكرت امراً .. آيـآمي !!!

نظرت صوبها وإذا بها وبالشجرة المسندة عليها لم تُمسا ! سمعت صوت ساتان الجليدي يردد

- تظنين بأني سأترك ابنتي دون حماية ؟!

زفرت بإرتياح وكأنما همٌ ما ازيل من على عاتقها ، اعادت النظر ناحية ساتان وهي تعلم ان لا مناص من قتاله بجدية بعد الان !

طفت آيـآكا في الجو وقد تملكها شعور الحرب تمام التملك ! هي لا تحب الحروب او القتل ! ولكنها حينما تخوض غمارها .. فهي تصبح قاتلة بالفطرة !

رفع ساتان احد حاجبيه منتظراً ما ستفعله واذا بها تفرد يديها كالطيور وقد تحولت عيناها للأحمر البراق لأول مرة منذ زمنٍ طويل !

احمّرت السماء بعض الشيء واذا بنيازك صغيرة ملتهبة لا محدودة العدد تسقط من السماء بسرعة خيالية باتجاه ساتان !

اتسعت عيناه بعض الشيء وقد احاط نفسه بجدارٍ خاصٍ من القوى لحمايته من تلك الضربات ، ولكن قوة النيازك كانت كبيرة جداً فسببت شروخاً في هذا الجدار !

واخيراً تحمس بعض الشيء لقتالها ! اخيراً اظهرت له بأنها جديرة بالأهتمام ! بحركة لم تفقه آيـآكا لمضمونها حرك ساتان يديه فتلاشت كل النيازك من السماء ومن الارض !

تقنية المحو ! سهلة ولكن خطيرة !

لا تنكر بأنها ارتعبت من عينه الحمراء والاخرى الزرقاء ! هذه اول مرة تتحول فيها عينٌ واحدة للشكل الشيطاني امام ناظريها !

مدت آيـآكا يدها فظهر ضوءٌ ساطع حولها تحول لسيفٍ ابيض اللون ! اتسعت عينا ساتان بصدمة ! هي لا تستخدم سيف شيرايوكي الخاص بها مطلقاً إلا اذا .. ارادت القتل حقاً !

استمتع بهذه اللحظة الخاطفة فأخرج سيفه الاسود الذي دعاه من زمنٍ طويل ياميكامي ! ويعني سيد الظلام !

انطلق كلٌ منهما في نفس اللحظة فتراطمت سيوفهما ومن تلك اللطمة الواحدة نتجت طاقة هائلة دمرت الارض السوداء من حولهما !

لم يكفا عن ضرب سيفيهما ببعضهما واطوات التلاحم والشرار الخارج منها ينتشر في مكان ، الطاقة المرعبة من السيفين المتناقضين كانت كفيلة بتدمير عالم البشر كاملاً !

تمكنت آيـآكا من اصابة ساتان في رجله ، اما هو فقد تمكن من اصابتها في رئتيها مباشرةً ! تراجعت آيـآكا للخلف وهي تتألم من الطعنة الغادرة

واذا بساتان يحرك سيفه فتظهر منه طاقة ضوئية تفادتها آيـآكا بصعوبة ! تلك الطاقة التي ارتطمت بجبلٍ بعيد خلفها قد محته من ارض الوجود تماماً كما لم يكن !

لم يتوانى ساتان ، كان يسبب جروحاً بليغة في جسدها كما فعلت هي بمهارة فائقة ، توقف ساتان للحظة مما اعطى آيـآكا الافضلية لطعنه في صدره !

سعل دماً وقد تأذى لأول مرة منذ دهورٍ طويلة ، تطاير شعره واصبح وجهه مبتسماً بحماسٍ ارعبها وجعلها ترتجف لثوانٍ حينما قام بطعنها بقوة كبيرة في جانبها وقد مدد الشق بالسيف للجهة الاخرى !

تراجعت للخلف كما تقدم هو وقد هدأت للحظات مما ادى لتعجبه حينما قربت يديها من بعضها ففي يدها اليمنى ظهرت طاقة ظلامية واليسرى طاقة ضوئية اندمتجا فتكونت كرة متوسطة الحجم نصفها يشع بالبياض ونصفها بالسواد !

تراجع ساتان بسرعة وقد خشي أن تخطأ اخته فتسبب في دمار هذا العالم عوضاً عنه ، بدأت تركض ناحيته بتلك الكرة لترميها عليه ! استطاعت شدخ وجنته وتجاوزته لمسافة ليست ببعيدة !

تلك الكرة حالما ارتطمت بالأرض حتى انفجرت بشكلٍ مدوٍ ومرعب ! طاقتا الظلام والضوء اندمتجا في الانفجاء مما جعل امتداده اوسع بشكلٍ ملحوظ !

لحسن الحظ ، قام ساتان بتقنية حماية حمته هو واخته البلهاء التي كادت تدمر عالم البشر بتلك التقنية القوية ! حالما اختفى الضوء حتى رأى ساتان المصيبة !

الجزء المتبقي من المكان الذي انفجرت فيه ! مجرد هاوية تقوم للا مكان ! غبار يتنافض ولون رمادي في الارجاء !

تعبت آيـآكا من هذا وسقطت على ركبتيها ، فهذه التقنية كفيلة بتدمير العوالم ولكن لحسن الحظ نفذتها وهي مرهقة من القتال ! لذا قلل هذا من فاعليتها بشكلٍ كبير !

التفت ساتان اليها يرمقها ببرودٍ شديد ، استضعفها لثوانٍ وقد ابتسم برضى واختفى سيفه الاسود من يديه ، تجاهل وجود آيـآكا واتجه صوب التمثال الضخم للراهبة وهو ينوي تدميره !

ولكن آيـآكا وقفت تترنح وتصرخ غاضبة

- لا تدمر آمالي ساتان ! لن ادعك تمحو ما اريد فعله ! هذه ارادتي وستتحقق !

نظر اليه بطرف عينه وقد تنهد من شعوره الشاذ بضرورة القضاء على اخته كذلك ، اعقب على كلامها بإجابة بسيطة

- ولكني اريد تدمير آمالك ، لا شأن لك !

بدى لها وكأنه يسخر منها ، فهو لم يجبها حتى بشكلٍ جدي او ساخر ! اجابها بلا مشاعر وكأنما الامر لا يهمه حقاً !

وكأنما هذه انانية الاطفال فيه ! ظهر لها طفلاً صغيراً انانياً يريد اظهار انه افضل من باقي اخوته لوالديه ! زاد ذلك من سخطها وحنقها !

ارادت التحرك ولكن قدميها قد خانتاها تماماً ، قواها انحفظت من آخر تقنية نفذتها ! ولم تفد حتى في إيذاء شقيقها شيئاً يُذكر !

- أتظن بأني تركت ابنائك دون مشاكل ؟!

توقف وكأنما تذكر شيئاً ما ، التفت لآيـآكا بعيون الموت الكامن وردد مستفهماً

- اذاً ، اتريدينني أن اهتم بهم ؟!







ابتعدوا بمسافة كبيرة عن المكان الذي يقاتل فيه والدهم آيـآكا بضراوة ، هم يعلمون ان النصر حليف ساتان ولكن تبقى آيـآكا خصماً لا يستهان به !
وقفوا جميعاً منتظرين للنتيجة ، فعلى ما يبدو هم قد اتوا من اجل المشاهدة وحسب ! لم يظهر ساتان اي حاجة لهم في القتال .. بعد !
اكرهم وقوفاً على اعصابه كان آيريس الذي راح يعبث بشعره من العصبية ليسند ظهره لشجرة كانت واحدة من بين مثيلاتها فأخفى ملامحه بيديه وراح يحدث نفسه قائلاً بحِيرة !
- يا الهي ! ارغب بنصرة ساتان – ساما ولكني كذلك لا اريد ان اؤذي آيـآكا ! يا الهي رغم اني احاول قمع هذه المشاعر إلا اني لا استطيع ان انسى فضل آيآكا معي ! حلّت مكان والدتي واعتنت بي وانا الان اسأل نفسي السؤال للمرة المليون ! ما الذي عليّ فعله ؟!
- اضغط ذلك الزر !
التفت آيريس لمصدر الجملة العجيبة واذا بدانتاليون واقفاً بملامح جامدة بلا مشاعر ينظر ناحية الافق ! لم يستطع ان يفهم جملته فاستفهم بقوله
- ما الذي تقصده بهذا ؟!
تنهد دان ببرود سرعان ما ابتسم ابتسامته المشرقة التي حملت كثيراً من التهديد خلفها ، اجابه بامتعاض
- اقصد يا سنجابنا المحلوق بأن عليك اطفاء مشاعرك وترك الشيطانية داخلك لبعض الوقت كما فعلت من قبل !
ظهر التوتر على ملامح آيريس وهو يتذكر المرة السابقة في قتاله ضد آيـآكا ، ازدرد ريقه ثم نظر ناحية كازو وهو يهمس لدان
- في آخر مرة انتهى بي الحال بقبلة من الاميرة ، هذه المرة اخشى ان نتعدى تلك الحدود !
توتر دان كذلك فتعرق بعض الشيء وهو يمتنع عن الكلام الكثير
- ما اخشى منه هو ردة فعل كازو حالما يسمعك الان ! سيقتلك !
تدخل جيراهيم فجأة وهو يمسك بورقة ما ويقرأ ما فيها ، نظر لآيريس وقال ببرود
- عليك ان تعلم ايها البكتيري ! التباطؤ في المعركة سيؤدي لموتك المحتوم !
تلألأ الجو من حول آيريس وهو يقف بغرور ويستطرد بكل فخر
- ومن قال ذلك ؟! سأقاتل كالبطل المغوار ! كذلك سأنقذ الاميرة وسأحصل منها على قبلة اخرى ! وسأجعلها تحميني من شر كازو ! مواهاهاهاهاها !
بنفس الملامح الباردة قال كاريو قلقاً
- لقد جنى على نفسه !
حرارةٌ غريبة شعر بها آيريس فجأة خلفه ، ازدرد ريقه وتعرق وجهه وهو يلتفت للخلف ليجد كازو مكتّف اليدين ينظر اليه والظلال السوداء تغطي ملامحه ريثما النيران تشتعل من حول جسده !
ابتسم كازو ابتسامة شريرة فأردف بها بقلة صبر
- اذا ... اعد ما قلته !
تحول آيريس للسنجاب الاعتيادي في تلك اللحظة وحاول الهروب إلا ان كازو كسر قدميه بركلة قوية فسقط على الارض !
حمله بيديه الاثنتين ثم رماه على جذع شجرة فارتطم بها ليسقط ارضاً صريعاً !
زفّر كازو بعدها ووقف بجانب اراشي الذي اظهر الجدية بشكلٍ غير اعتيادي ! ضاقت عيناه بقليل من التحليل المنطقي للحال فقال له بجدّية
- اهناك امرٌ ما اراشي ؟ امرٌ اكتشفته ربما ؟!
اخذ نظرة خاطفة على شقيقه الواقف بجانبه ثم اغمض عينيه وقال ببرود
- لا يزال امرٌ ما يؤرقني ! احاول تحليله ولكن لستُ استطيع ايجاد سببٍ مقنع له !
ازداد ضيقُ عينيّ كازو وهو ينظر لآيريس الذي يحاول الوقوف بمساعدة كل من دان وجيرا !
- وما هو ؟!
تغيرت ملامح آراشي للشيطانية البحتة وهو يجيب برعبٍ واضح
- السبب الحقيقي لإستخدام ذلك التمثال الضخم !
اتسعت عينا كازو حالما سمع جملة اراشي وحاول التدقيق في التمثال الضخم الذي يبعد عنهم امتاراً كثيرة ، لم يفهم لما اطلق اراشي هذا السؤال في بادئ الامر
ولكنه ادرك الامر بعد بضعة دقائق !
- بالفعل ! لما تستخدم تمثالاً لهذا ؟! وما حاجتها للدماء المتدفقة ؟!
جميع الاخوة وآيريس تعجبوا لما قاله كلٌ من اراشي وكازو فتجمعوا حولهم ، بدأ تشيتوسي يقول قلقاً
- هلا فسرتم الامر لنا ؟!
صمتا لفترة مما اشاع الرعب في قلوب الجميع ، ازدرد هيرو ريقه وهو يهمس بشّك
- التماثيل الضخمة المشبعة للدماء كانت تستخدم قديماً كنوعٍ من الطقوس لسحب الطاقة ! ولكن لما تريد آيـآكا سحب طاقة ؟ وما نوع الطاقة التي تريدها ؟!
كاريو الواقف بجنب هيرو قد اجابه بسرعة ببرود
- انتَ محق ! فلا طاقة مهمة في عالم البشر لسحبها ! حتى التشاكرا غير ضرورية لفعل هذا !
اتخذ دانتاليون وضعية التفكير وهو يقول بحيرة
- اذا فهي تنوي على امرٍ ما اشد فتكاً بالعقول مما تريد فعله اصلاً !
حكّ جيراهيم رأسه و آيريس يستند على كتفه في الوقوف ، ردد بخفيض صوته
- لا حاجة لآيـآكا بقوى البشر ! ولا حاجة لها لقوى الشياطين ، فدمج عنصرين بهذه القوة يتطلب فقط الارواح التي جمعتها ! ففي النهاية ارواح البشر تختزن الكثير من القوى المرعبة لهذا فهي مذهلة في تنفيذ هذا النوع من التقنيات !
ظهر القلق على وجه آيريس وهو يعقب بخوف
- لهذا اراد ساتان – ساما هزيمة آيـآكا بسرعة ! لابد وانه يعرف سبب وجود التمثال !
رمق آراشي الجميع ببرود سرعان ما اعاد بصره ناحية آيـآمي المسندة بدون وعي ثم اتسعت عيناه بعض الشيء وهو يقول بلا تصديق
- مهلاً ... هل يعقل ان تعلم تشيبي – شان السبب ؟!
التفت كازو مصدوماً كما فعل الاخرون تماماً ، صرخ في وجهه بحنق
- ما الذي تحاول الوصول اليه ؟!
توتر آراشي وهو يجيب بجدية مطلقة
- في النهاية فكروا بها ، تشيبي - شان هي اكثرنا معرفة بطرق تفكير آيـآكا ! وقد نفذت لها الاعمال بدون وعي ! لذا إن اعدنا الوعي قد نعلم ما الذي تريده آيـآكا حقاً !
ابتسم كاريو بسعادة لأول مرة وهو يربت على كتف اراشي بهدوء ثم اردف
- لم ارك بهذه الجدية منذ فترة طويلة ، تبدو متحمساً !
ضاقت عينا اراشي وهو يقول بصوتٍ هامس
- بل انا خائف مما تفكر فيه تلك المرأة !!


~








التفت ساتان ناحية آيـآكا وقد عرف بأن لا خيار غير محادثتها فيما تريده !

لذا ردد ببرود

- حسناً وإن اعددتي الفخاخ لأبنائي الثمانية فما الذي تريدين مني فعله ؟! ان اهرع اليهم ؟!

صفّرت آيـآكا بإنبهار رغم حالها المثيرة للشفقة ، اردفت بعدها بابتسامة

- ضممت آيريس لأبنائك ، هذا جميل ! حسناً ربما اريد منك فعل ذلك !

اغمض ساتان عينيه وقال بنفس البرود

- هكذا اذا ؟!

ظنّت آيـآكا بأنها قد نجحت في محاولة إقناعه ولكنها صُدمت حالما التفت ساتان ناحية التمثال وقد رفع يده للسماء فظهرت الغيوم الرعدية السوداء

وحلت صاعقة قوية دمرت التمثال لرماد وسط شهقات آيـآكا الغير مصدقة ! سقطت على ركبتيها تنوح بألم على ما حل للتمثال ! لما على خطتها ان تفشل في مثل هذا الوقت ؟!

لم يكفها تدمر التمثال حتى ظهر الثمانية امامها ينظرون لها العجاب من الامور ! فنظرت ناحيتهم بحدة حاقدة جعلت القشعريرة تسري في جلودهم !

اقترب آراشي من ساتان وقال له بهدوء

- هل فعلتها في الوقت المناسب ؟!

ابتسم ساتان بشكلٍ افزع اراشي وقد رد عليه بهدوء غريب

- ربما اجل وربما لا !

اتجه كازو ناحية آيـآكا التي تبكي وتضرب الارض بحسرة وقهر كبيرين ، جلس على احدى ركبتيه ومّد يده قائلاً بهدوء

- انتهى كل شيء آيـآكا ! لذا هي دعينا نعد لمنزلنا !

تفاجئت كما تفاجئ الجميع – عدا ساتان – مما قاله لها ، اقترب منه هيرو غاضباً يصرخ بسخط

- رغم كل ما فعلته نعيدها معنا ؟! ارادت تدمير والدي !!

حدجه كازو بنظرة اخرسه ثم وقف وهو يقول موجهاً كلامه لسائر اخوته

- جميعنا ساهمنا في الوصول لهذا اليوم ، بمعاملتنا وكلامنا وحتى افكارنا لآيـآكا ! كلُ ما اراه امرأة ذات قلبٍ مفطور من عائلتها ! ما العيب اذا في مسامحتها ؟!

شّد دان على قبضته فصرخ بحقدٍ واضح في نبرته

- لقد قتلت ثيلي !! هي السبب في موته ثيلوميوس كازو !! ام نسيت ذلك حتى ؟!

اتسعت عينا كازو بشكلٍ غريب ، طأطأ رأسه لثوانٍ وهو يحاول محو ما يعرفه عن الامر !

ولكن ساتان لم يكن بمثل هذا الهدوء حالما ذُكر ثيلوميوس ! التفت بشكلٍ مرعب كالوحش الكاسر وقد اسرع الخطى لقتل آيآكا وهو يمد يده ناحيتها !

ولكن كازو امسكه وحاول ابعاده بأقصى قوةٍ ممكنة عن آيـآكا ، صرخ ساتان !

- لن انسى ذلك اليوم ما حييت !!! قتلتيه دون سبب !! طفلي الصغير !!!

ازدادت حدة دموعها وحرقتها وهي تحاول الكلام ولكن الشهقات تخنقها

- انا ... انا ..

صرخ ساتان بشكلٍ صمّ الاذان

- انتِ ماذا ؟!!!!!

ولكن الصدمة كانت حينما صرخ كازو بشكلٍ هستيري وهو يقول مدافعاً

- لديها سبب ؟! كان يجب ان تقتله في تلك اللحظة !!! ولكنها ارادت حماية الجميع من غضبك لذا اخذت اللوم لنفسها !!!

هدأ ساتان ظاهرياً ولكن تنفسه لا يزال سريعاً بشكلٍ مفزع ، عيناه جحظتا وهو يردد سائلاً بعنف

- وما هو ذلك السبب ؟ ولما تعرفه ؟!

اخذ كازو نفساً عميقاً ثم نظر في عينيّ ساتان رغم خوفه منه ، شد على قبضته ثم قال بحرقة

- اعلم السبب لأن ثيلي ذهب لمدينة " تارتاروس " ، وفي تلك الفترة انتّ تعلم بأن تلك مدينة قد انتشر فيها وباءٌ قاتل جراء علماء اخطئوا في حسابات التقنية الخاصة بالعلاج ! وباء " فيستورا " !

اتسعت عينا ساتان بشكلٍ لم يكن طبيعياً وقد تقدم من كازو يهز كتفيه قائلاً

- اتعني بأنه قد ...

اكمل كازو الجملة بخنقة

- اجل ، التشوهات التي رأيتها على جسده كانت من جراء المرض وليس من عمل آيـآكا !

احال ساتان ناظريه إلى آيـآكا التي تشهق متذكرة احداث ذلك اليوم الذي قتلت فيه ثيلوميوس بيديها ، فاقترب منها وامسكها من كتفيها وقال لها برجاءٍ غريب

- اخبريني ... ما الذي حدث ؟!!!

بدون ان تشعر هامت في عينيه الزرقاوتين المضطربتين ، بدأت تسرد ما حدث وهي تشعر بالنيران تحرقها من داخلها جراء ارتكابها لهذا الذنب !

فلاش باك

قبل آلالاف السنوات

يومٌ مطير كئيب بدرجات السواد القاتمة في سماء عالم الشياطين ، رياحٌ كان هديرها لا ينبئ بالخير واصواتٌ خرير المياه في الجداول كانت مضطربة تتهيء لنوعٍ جديد من المآسي !

اضطراب حركة الاشجار و احتماء الناس في بيوتهم جراء بداية العاصفة قد ارعب قلب كازو الذي ادرك بأن شقيقه الصغير لم يعد من تلك المدينة العلمية بعد !

لم تكن آيـآكا التي تدور في دوائر افضل حالاً منه فالقلق كان ينهش في عظامها بشكلٍ تام ، تعض اصبعها مضظربة تريد الصراخ ومعرفة ما اختفى عنها

اتجهت ناحية كازو وبدأت تخنقه كالمصارعين وهي تصرخ في وجهه بغضب

- اخبرني لما يعد بعد ؟!!

تحول لون وجه كازو للأزرق وهو يحاول التنفس ، قال باختناق واضح

- لس .. لستُ اعلم !!

شعرت بالاحباط ، تركته وجلست في زاوية الجدار ترسم اشكالاً مرعبة على الارض ، سرعان ما قفزت بشكلٍ افزع كازو وقد قالت بحماس ووجنتين محمرتين

- اذا تقرر الامر ! سأنشئ فرقة البحث عن ثيلي ! هل تساعدني كازو ؟!

ما ان التفتت تسأل كازو حتى نظر لها ببرود وهز يده وتركها وحيدة وذهب !

شعرت بأنها قد تم هجرانها للتو ، فبكت بشكلٍ ابله وصرخت كالأطفال

- لستُ بحاجة لكَ ايها الاحمق سأبحث بنفسي !

قررت الخروج بنفسها والبحث عنه وسط هذه الرياح العاصفة والامطار الغزيرة !

باتت في الخارج تبحث عنه لساعاتٍ طويلة ، تصرخ بإسمه في كل مكانٍ قريب من تلك المدينة العلمية كما يسميها !

بحثت قرب المنحدرات وقرب مستنقعات الضفادع النارية وحتى بالقرب من المقابر المرعبة ولكنها لم تعثر له على ايّ اثرٍ بعد !

حتى وصلت بالقرب من تخوم المدينة حيث ازداد الهواء وخفّ المطر بعض الشيء ، وجدته واقفاً وقد اعطاها ظهره وبدى وكأنه يقطع شيئاً ما

ابتسمت وقد ظنت بأنه يقوم بفحص جثة حيوانٍ ما ، نادته بإسمه فالتفت له وحينها تمنت لو لم يفعل ! ...

الجزء الايمن من جسده قد تضخم بشكلٍ كليّ ، وعينه اليمنى ضخمة جداً وحمراء اللون ! انيابه قد برزت للخارج بشكلٍ مقزز واللعاب يسقط من فمه بلا توقف !

ادركت حينها ما حصل له ! فيروس " فيستورا " الحديث ! الذي لم يستطع احدٌ ان يجد له علاجاً لسرعة اعراضه و خطرها المحدق على حياة من يصاب به ! فلا خيار إلا قتله !

سقطت على ركبتيها وهي تنظر له وقد اصبح وحشاً بلا عقل ! بجانبه كثيرٌ من جثث الاطفال المقطة بشكلٍ وحشي !

بدأت دموعها تسقط لا ارادياً وقد تبسمت بصدمة

- لما ... لما انت ؟!

خسارة باندورا كانت صدمة لن تشفى منها ابداً ! حالما جاء ثيلوميوس الذي عوضها عن فقدانها لابنها يصاب بمرضٍ قاتل حله الوحيد هو قتله بيديها !

وقفت بصعوبة وقد غمّر الحزن قلبها بشكلٍ لا يوصف ، اظهرت سيفها الابيض وقالت بهدوء

- تعال الي ثيلي ، سوف اخبرك بقصة رائعة لهذه الليلة !

لم تدرك بأنها حتى وإن حدثته بهذا اللطف فهو لن يعود لكونه ثيلي مطلقاً ! فشيطانيته قد سيطرت عليه تماماً حينما تصّغر عقله في جوف جمجمته !

ركض ناحيتها مهاجماً إياها وقد اشهرت السيف مرتجفة في وجهه ! ودون ان تدرك كان ذلك السيف يخترق صدر ثيلي الذي مازال يحاول الوصول اليها كي يقتلها !

ازدادت دموعها حرقةً حينها وهي تقوم بتثبيت ثيلي على الارض بوحشية ، اظهرت سلاساً من الارض امسكت بيديه وقدميه كي لا يتحرك وقد مسحت بيدها على شعره بحنان

- سيكون الامر مؤلماً قليلاً ، ولكن تحمل ! اتفقنا ؟!

حالما لامست يدها جبين ثيلوميوس حتى بدأ يصاب بنوبة غريبة من الصرع وكأنما هو وسط النيران قد القي ! ولكن بعد لحظات توقف عن الحركة تماماً !

وفاضت روحه ومات هو بين يديها مثبتاً بسيف في وسط صدره !

حملته جثة هامدة بين يديها وهي تحتضنه ، تبكي وتضحك تشهق وتقهقه ! لم تدرم كيف تتصرف في تلك اللحظات بالضبط !

ولكنها تذكرت امراً ما ! وبدأت تحاور نفسها في امره

- إن علم ساتي فسوف يحقد على تلك المدينة بلا شك ! سيقتل كل من فيها بوحشية لانه سيلومهم لموت ثيلي ! كلا ! هناك اطفالٌ فيها ! امهات تحببنّ ابنائهن ! سيقتلهم جميعاً ! كلا كلا ! لن اسمح بهذا ! سآخذ اللوم كله ! افضل ان آخذ اللوم على ان يموت مئات الاطفال بسببي !!

وبهذا قررت آيـآكا أخذ اللوم ، غير عارفة بأن هذا سيقود للكثير من المآسي في المستقبل

نهاية الفلاش باك

كل خلية في جسده ، كل شعور ، كل احساس بما حوله للرمادي قد اصبح !

العالم من حوله يدور ، وشعورٌ بالخديعة في قلبه قد جعله يتراجع مترنحاً حتى قام كازو بإمساكه حتى لا يسقط على الارض !

طوال هذه السنوات وهو يفكر بأنها السبب حقاً ! لامها على كل شيء ولم يفكر للحظة في كونها بريئة ! كرهها على هذا دون سبب حقيقي !

هل هو ابله حقاً ؟ لم يعرف كيف يحدد مشاعره ، حتى دمائه اصبحت جليدية وقد امسى العالمُ غريباً بناظريه ! هل يخشون غضبه لدرجة تلقيهم اللوم من اجل عدم رؤيته ؟!

اي وحشٍ هو ؟! اي نوعٍ من المخلوقاتِ هو ؟!

كلها تساؤلاتٌ دارت في عقله لفترة طويلة ظنها هو كذلك ، رغم قصرها وخفتها إلا انها بدت كسنواتٍ في ناظره !

ولكن ما اعاده لوعيه هو ذلك الشرخ في الهواء ! شرخٌ في الجو من حولهم ! ضخم ويلمع ببياض يمتص كل ما حوله من عالم البشر

تبسمت آيـآكا ! وقفت على قدميها تضحك وسط دموعها متحمسة ، ضمت يديها على صدرها وهي تصرخ سعيدة

- لقد تأخرت ساتي ! تدميرك لذلك التمثال اتى متأخراً ! لقد نجحت التقنية ! سوف يدمج العالمان !!

بدت وكأنما الحياة قد دبت فيها فجأة من بعد الممات ! باتت ترقص متحمسة وهي ترى كل شيء يمتص لذلك الشرخ العجيب في الجو !

اما ساتان فقد فقدَ الاحساس تماماً حتى إنه دفع كازو بعيداً وبدأ يسير ناحية آيـآكا التي وقفت تنظر اليه بجنون مبتسم !

فرقعت بأصابعها فظهرت مجموعة كبيرة من الشياطين الخاصة ، الحراس الملكيون ، اشارت بأصبعها ناحية الاولاد الثمانية وقالت

- اقضوا عليهم جميعاً !!

تحرك الحراس الملكيون باتجاه الثمانية الواقفين ، اما ساتان فقد وقف امام آيـآكا فضربها على وجهها بقوة كبيرة اسقطتها ارضاً !

تفاجئت من ذلك وحالما همت بالوقوف ركلها مجدداً ! انهال عليها ضرباً بشكلٍ لم تتوقعه إطلاقاً منه !

حتى توقف فجأة وقد ظهر الجنون عليه وعدم الادراك التام ، هو الان غاضب للخديعة التي تعرض لها من قبل اخته الصغيرة الحمقاء !

بدأت الهالة السوداء تحيط بجسده وتطاير شعره الذهبي الذي اصبح اسوداً كالفحم ، وعيناه الزرقاوات قد احيلتا للأحمر البراق !

ولكن لم يكن هذا فقط ما حدث في تلك اللحظات ..

المكان من حولهم اصبح اسوداً بالكامل كمرتعٍ للموت ! السماء اصبحت حمراء بالكامل والقمر اسود اللون !

اصواتُ صراغ مرعبة ومدوية ملأت الاجواء وساتان امام آيـآكا بجبروتٍ لم تسبق لها مواجهته به !

حرك يده فقط فهبت رياحٌ بيضاء اللون جرحت آيـآكا في مختلف البقاع من جسدها ، قبض على يده فتشكل من الارض السوداء عملاقٌ حجري حطم ما تبقى من جسدها وسط عدم اهتمامه لما يجري لها !

اسقطها على الارض ، داس فوق رأسها وهي على الارض طريحة ، ردد ببرود ونبرة موتيّة

- اترين للذلة من نفسك كيف اتت بسرعة ؟!

انهال عليها ضرباً مجدداً ، كلما شفيت بعض جراحها سبب لها المزيد والمزيد دون ان يتوانى عن ذلك حتى !

دنى منها وامسكها من شعرها ورفعها منه إلى مستواه وهو ينظر في وجهها بلا مبالاة منه ! باستخدام رأسه ضرب رأسها فشعرت بأن الدنيا من حولها تدور !

تركها فسقطت على الارض متعبة من الضرب وقد قرر الانتظار حتى تشفى ليقوم بضربها مجدداً !






متفاجئة مما يحدث ! تنظر هي عبر نوافذ قصر ساتان للسماء الحمراء وامطار الدماء التي تسقط مدراراً بشكلٍ مرعب !

القمر الابيض ينزف كما لو كان له جسد ! وسربان الغربان ذات العيون الحمراء تطير بنعيقِ شؤمٍ واضح !

شعرت بأن قلبها يتقطع لملايين القطع ! وان آلالافاً من السيوف تخترقه ! هذا الالم والقلق المجتمعين !

ما الذي يحدث هناك في العالم الحقيقي ؟! بالطبع لا شيء بخير هي تعرف هذا ولكن شعوراً في داخلها يقول بأن الامور اسوء مما تبدو عليه !

حاولت البحث بشتى الطرق عن وسائل للخروج من هنا ولكنها لم تستطع ! فالجميع هنا يظنون انفسهم حقيقيين !

توقفت فجأة حينما شعرت بدوارٍ غريب وبدأ الدم يسيل من فمها وهناك حرقة غريبة في صدرها !

نظرت لملابسها فرأت الدماء عليها من الجانب الايسر ! فزعت وكأنما شيءٌ ما اخترق قلبها والان اتى اثره !

- ما الذي يحدث لي ؟! هذا ليس طبيعياً ! ما الذي فعلتيه آيـآكا ! ما الذي تفعله يا والدي ؟! يا الهي هل الحمقى بخير ؟! ارجو ان لا يكون مكروه قد حدث لساسكي ! يا الهي !!!

بدأت تدور في حلقة مغلقة وهي تفكر بأن هنا امراً مرعباً يحدث وهي هنا محتجزة غير قادرة على فعلِ شيء لمساعدة احد !

اعادت النظر من النافذة فلمحت ضوءاً ! شرخاً غريباً في الجو بدى وكأنه يمتص الحياة من هذا المكان !

- لا يمكن .. !

لا تعلم لما راودها شعور النجاة فجأة ! وكأنما هذا الشرخ هو سبيلها الوحيد للنجاة مما هي فيه الان !

فتحت النافذة وقفزت رغم الارتفاع الشاهق ، بسرعة اتجهت ناحية ذلك الشرخ فتوقفت عنه لفترة من الزمن تفكر بجنون الذي تفعله !

ولكنها قررت وعليها ان تنفذ ما قررته بحذافيره ، مدت يدها ناحية ذلك الشرخ فبدأ يبتلعها تدريجياً ! حتى اختفت تماماً من ذلك العالم !





توقف الثلاثة فزعين لما يحدث امامهم ! سماءٌ حمراء وقمرٌ اسود وغربانٌ مشؤومة انتشرت في كل مكان !

ما الذي يحدث هنا ؟!

جميعهم تسائلوا ولم يجدوا الاجابة بعد ، استطاعوا الشعور بعدة قوى قريبة منهم على مسافةٍ ليست ببعيدة فعرفوا بأن الوقت قد حان لهم كذلك كي يتدخلوا في هذه المعركة الدامية

وقف ساسكي للحظات وهو يشد على قلبه قائلاً

- لا تقلقي ايتها المزعجة ! سأعود بكِ للقرية لا محالَ !

التفت صوب ايتاتشي وناروتو الواقفين بهدوء وجدية وهز رأسه لهما ، فقال ناروتو بقليل من القلق

- اتظن بأن الاوضاع ستتحسن إن تدخلنا ؟!

- لا خيار آخر ناروتو ! علينا مساعد آيـآمي !

- اجل اعلم ذلك ! اقصد اخاف ان نعيق طريقهم !

- لن نفعل ايها الاحمق ! كفاكَ عبثاً و هيا نذهب !

انهوا المحادثة بسرعة ثم انطلقوا ناحية المعركة الدامية التي لا يعلمون انها بدأت قبل ذلك بفترة طويلة !

استند ساتان على احدى حطام التمثال العملاقة وكتّف يديه ناظراً لأبنائه ، كان بلا مشاعر ! بلا احاسيس وكأنه جُرد منها كلها !

حتى أنه لم يهتم لحال آيـآمي حينما وقعت عينه عليها ! بل بقي ينتظر شفاء آيـآكا كي يقضي عليها بأشد الطرق إيلاماً ومن ثم ينتهي قضية هذا الشرخ الغريب الذي يمتص كل شيء ببطء !

ابنائه السبعة يقاتلون بشراسة معهودة منهم ، ربما تبسم قليلاً حالما شاهد نضالهم ضد الحراس الملكيين الخاصين بآيـآكا !

قدرتهم المميزة ورشاقة حركتهم كانت عاملاً مهماً في جلعهم خصوماً انداد لابنائه ففي النهاية هم قادرون على تحويل كل ما يلمسونه بأيديهم لرماد ! والهجمات لا تؤثر فيهم ! وإن استخدموا رماحهم وهذا في العادة ما يفعلونه فهم يستطيعون ادخال متلقي الضربة في وهمٍ مرهب يتحقق كلما غرق فيه الشخص اكثر !

كازو الذي كان واقفاً امام ثلاثة من الحراس الملكيين قد حرك رقبته قليلاً استعداداً للإحماء ، حينما تحركوا جميعاً في نفس الوقت كي يقتلوه !

ابتسم بشيطانية ولمعت عيناه بالبنفسجي البراق ! تفادى الضربات من جميع الجهات برشاقة وبالطبع كونهم لم يعلموا اي شيء عن قدرات كازو قد جعل الامر اكثر صعوبة !

كان يلكم و يركل في البداية مسبباً اضراراً جسيمة بهم على غير عادة ، حينما توقف فجأة مما اثار عجبهم فمد يده ناحية احدهم وبدأ بالتلاعب بحركات اصابعه !

على صدمة وقفوا حينما أُقتلعت يد رفيقهم ومن ثم قدمه وتبادلتا الاماكن ! لم يكفه ذلك بل رفع يده وانزلها كما لو انه يضغط على شيءٍ ما فانضغط الحارس وانفجر على مرأى من اعين الجميع !

اما الباقيان فقد ظهر كازو خلفهم فأظهر تنيناً من النار والماء فهجم عليهم ! ومن اجل القضاء عليهم تماماً قرر استعمال قدرة قديمة بعض الشيء فعمل الاختام بيديه فظهر مربعٌ شفافٌ احاط الاثنين وظهرت داخله مناشير حديدية قطعتهم داخل الصندوق الذي تقلص ليصبح بحجم اليد بعدها والدماء منه تسيل بغزارة !

- لستم شيئاً مقارنة بحراس والدي الملكيين !

قالها بغرورٍ شديد ، ثم اشخص ناظريه لآيريس الذي اظهر منجلاً خاصاً يشبه منجل والده

- عليّ ان اكون وسيماً وانا اقتلكم ! بعدها لدي موعدٌ مع الاميرة !

نسيّ ان هذا الكلام يثير غضب كازو الذي تجاهل الامر تماماً ! متوعداً إياه لاحقاً !

تحولت عينا آيريس للفضي البراق وهو ينطق بعباراتٍ غريبة اللغة ، فجأة المكان من حوله وحول فرائسه قد غدى رمادي اللون ، بلا حياة !

ذراتٌ ذهبية غريبة وتهويدة جعلتهم يشعرون بالخمول منها قد انتشرت حولهم في كل مكان حينما تحرك آيريس كالاشباحِ من حولهم وقطعهم بمنجله الخاص ، اما الباقون فقد جعلهم يرون العالم مقلوباً رأساً على عقب !

وبدى لهم كمن يطفو بشكلٍ معكوسٍ في الجو ، وقبل ان يهاجموه كانت كيانات سوداء غريبة قد ظهرت امامهم ، بدت كالظلال التي تصرخ صامّة الاذان بحق !

وبحركة سريعة اخترق منجل آيريس اجسادهم ولكن الدماء لم تظهر ! فقط سقطوا على الارض لأن قلوبهم قد التصقت بالمنجل وخرجت دون اي عناء !

- كما قلت لكم سأبقى وسيماً لأجل الموعد !

لم يقل مستوى باقي ابناء ساتان عن هذا ، بل كانوا مذهلين ! فـ دان الذي شكل نيرانه الحارقة على شكل عنقاء ضخمة احرقت الحراس الذين يواجهونه !

كذلك جيراهيم الذي استطاع استخدام بعض التقنيات القديمة كالثلج الاحمر القاتل للقضاء على من يجابهه !

تشيتوسي كان يعزف على الناي مستدعياً مخلوقاتٍ مرعبة ومياهاً من اللامكان حطمت ضلوع الحراس المواجهين له !

هيرو كان مستمتعاً باستخدام سيوفه الجديدة وتحكمه بالظلال وكذلك النور في القضاء عليهم ، كاريو و آراشي يعملان عملاً جماعياً ويقتلان الحراس بتقنيات مذهلة !

توقف كازو يرمق والده بشكٍ واضطراب ، فجأة شعر وكأنه يغوصُ في عالمه الخاص من التفكير ونسيّ تماماً امر المعركة التي تدور هنا !

فتحت عينيها ببطء شديد ، ولكنها انبلجت بعد ذلك على اقصى اتساعٍ لها وهي درك بأن ما توقعته كان صحيحاً !

لقد استطاعت الخروج من ذلك العالم الوهمي !

- واخيراً اتى الفرج !

قالتها ببحة وصوتٍ مخنوق متألم من الطعنة التي لم تشفى للآن ! نظرت للخراب الذي تجلى واضحاً في كل مكان من حولها وشعرت بالرعب من هذا !

ولكنها عرفت ان لا وقت للشعور بالذهول حينما شاهدت كازو الغافل عن العالم في افكاره واحد الحراس يتجه ناحيته ناوياً قتله !

بدون أن تشعر كان جسدها قد تحرك تلقائياً ودفعه بعيداً ، ولكنها تلقت خدشاً عميقاً في يدها جراء ذلك !

سقطت فوقه وهي تصرخ ريثما هو مصدوم من استيقاظها

- اللعنة عليك كازو ! ايها الاحمق لا تغفل في المعركة !! اتنوي الموت !

توقف كل اخوتها عن القتال فجأة وهم ينظرون اليها فرحين ، إلا كازو الذي لا يزال مصدوماً متسع العينين !

مد يده لوجنتها وبدأ يتحسسها وهو يقول بنفس الصدمة

- لقد عدتي !

رفعت حاجبيها بسخرية عليه لتقول مستهزءة

- اجل اجل لقد عدت ايها الاحمق !

بدون ان تعرف كيف وجدت نفسها في احضان كازو الذي كان يصرخ متحمساً

- كما هو متوقع من تلميذتي ! كنت اعرف بأنكِ ستعودين !

ابتسمت وتركها بعد وهلة ، ولكنها بدأت تتألم بشدة ! الالم لم يكن طبيعياً على الاطلاق !

حتى انها شعرت بقلبها يتوقف عن النبض من قوة الالم ، سقطت على ركبتيها تسعل بقوة وتشعر بالدوار الشديد ، نظرت إلى صدرها فشاهدت الطعنة وجرحها البليغ !

قلق كازو على حالها ولكنها نظرت اليه بجدية وقالت ببحة

- اكمل القتال ! لا تقلق عليّ ! سأكون بخير لا محال ! انت اكمل عملك !

اراد الاعتراض ولكن ذلك البريق في عينيها منعه ، هز رأسه واكمل قتاله لأولئك الحراس الاوغاد !

ساتان كان يبدو كمن عادت للحياة بعد تجربة الموت ! عيناه متسعتان ومصدومتان ورجفة خفيفة تسري في كامل جسده وهو يراها تحاول الوقوف رغم المها !

شعر بكل مشاعره تعود له كالقنبلة التي انفجرت بدويٍ له تأثير غير اعتيادي على نفسه ، كادت ان تسقط ارضاً فوجد نفسه يجري ناحيتها حتى امسكها وضمها إلى صدره بحبه الابوي العميق لها !

- صغيرتي ! لقد عدتي !

ابتسمت بصعوبة وهي تقول له بسخرية

- ماذا ، اهذا انت ايها العجوز ؟!

ضحك بخفة على ما قالته وتوردت وجنتاه وهو يجيبها بحنان

- اجل انه انا !

عادت تأنّ مجدداً بألمٍ كبير ، نظر إلى جرحها فعرف ان هذا هو الوقتُ المناسب لفعلها !

سيعيد لها خلودها الان !

مددها على الارض بهدوء وقام بإخراج زجاجة من بين طيات ملابسه ، تلك الزجاجة نفسها التي وضع فيها خلودها قبل ست سنوات ! فتحها وخرجت طاقةٌ شديدة البياض منها واستقرت في جسد آيـآمي

التي اصابتها صدمات متوالية من الالم حينها ، امسكها وضمها بقوة لحضنه وهي تشّد بقبضتها على ملابسه مستشعرة عودة صفة الخلود اليها !

هدأت بعدها بلحظات وشعرت بالسكينة في كامل جسدها ، شفيت الطعنة كذلك فارتاح بال ساتان للأمر كثيراً !

خشيّ ان يتركها هذه المرة وتفعل بها آيـآكا الجالسة بهدوء والابتسامة الخبيثة تلعو وجهها شيئاً !

لذا ابقاها في حضنه كالأطفال وهي قد شعرت بالضيق لهذا ولكنها لم تتمكن من جدال ساتان بنفسه ! خاصة في هذا الوقت !

ولكنه اضطر لفعل ذلك حالما توسع الشرخ في الهواء ! عرف بأن الامر يزدادُ سوءاً وعليه ان يفعل شيئاً فاتجه ناحيته مقاوماً قوة الجذب الشديدة التي يتمتع بها هذا الشرخ الابيض !

شبك يديه ببعضهما فظهر تحت الشرخ تماماً ، وبدأ يحاول معرفة مكنوناته حتى يستطيع ان يفكّه وينهي امره تماماً !

آيـآمي التي وقفت تشاهد فقط لم تعرف ما الذي يجب عليها فعله ! فالجميع يقاتلون هذا العدد الكبير من الحراس بدون توقف ! ولكنها ضعيفة في هذا الوقت !

- تباً !

شعرت بالعجز التام في هذه اللحظات بالذات ! خاصة حينما اتجه ناحيتها ذلك الحارس الذي اراد القضاء عليها !

حالما كادت تهاجمه حتى سمعت تلك الصرخة التي تعرفها وشاهدت التشيدوري تخترق صدره

- ساسكي ..

قالتها بفرحٍ وصدمة ، والغضب يعلو وجه ساسكي الذي شعر بالحقد تجاه هذا الشيطان بالذات !

ولكنه نظر ناحيتها وشاهد تفاجؤها ! ابتسم بشكلٍ مغرور وقال بتكبر

- الم اقل لكِ .. سأحميكِ دائماً !

ابتسمت بشكلٍ لطيف جعل قلب ساسكي يقفز من صدره ، اشاح بوجهه بخجل تجاه ناروتو وايتاتشي اللذين تدخلا في القتال وبدئا بفعل ما يقدران عليه مساندين ابناء ساتان !

اقترب ساسكي من آيـآمي ثم قال لها بقلق وصيغةِ امر

- حاولي الاحتماء في مكانٍ ما لحين انتهاء الامر !

شعرت بالاهانة فما كان منها إلا ان ضربت ساسكي بقوة على رأسه وصرخت عليه بحقد

- ما الذي تقصده ؟! انا ضعيفة ؟! هل تريدني ان اقتلك الان ايها القبيح ؟!

استشاط غضباً فجرها من ملابسها وصرخ في وجهها بمقتٍ شديد

- اصمتي ايتها المزعجة وانصتي لما اقوله ! حينما اقول لكِ اذهبي لتحتمي فعليكِ ان تذهبي لتحتمي !

صرخت بقهرٍ شديد ثم ركلته بقوةٍ على بطنه مما سبب له التواءً في الامعاء ، تطايرت الشرارات من عينيه وهو يقفز عليها ضارباً إياها بقوة !

فما كان منها إلا ان قاومته وبدأت بضربه بشدة ! كانا كالقطط التي تتشاجر على عظام السمك !

لم يتحمل كازو ذلك فاتى مسرعاً وحمل ساسكي من ملابسه و حدثه بانفعالٍ شديد

- تعال معي ايها الاميبا ! القتال القتال !

شكّت آيـآمي في رغبة كازو بالقتال مع ساسكي ولكنها تجاهلت الموضوع واستندت بالقرب من آيـآكا على احدى بقايا التمثال الضخمة

نظرت اليها بهدوء وكذلك فعلت آيـآكا ، ثم اشاحت الاخيرة بوجهها عنها بقليل من التوتر !

- اذاً فقد هزمتي ؟!

- ليس بعد !

- اقري بالهزيمة آيـآكا ! والدي سينهي امر ذلك الشرخ !

- مستحيل !

- ولماذا ؟!

- الشخص الوحيد القادر على الغائه هو انا !

- سنرى بشأن ذلك !

- ومن ثم من المفترض ان لا تعودي لهنا بعد ! يجب ان اعيدك لعالمي الوهمي !

- تحلمين ! لن اعود لذلك الكابوس !

بدى على آيـآكا الحزن وهي تهمس قائلة

- إن عدتي اليه فلن يكون امراً جيداً !

آلامٌ غريبة بدأت تصيب آيـآمي تارة وتختفي وهي تشاهد الجميع يقاتلون بضراوة الوحوش ، تلك الآم بدت وكأنها نفسها التي اصابتها مع باندورا من قبل !

حاولت أن تقاوم ، انتبهت آيـآكا عليها فبدأ الرسم يرتسم على وجهها بشكلٍ تام وواضح !

الشكوك تساورها ، ايمكن ان يتكرر ما حدث لباندورا ؟!

كلا فهي قد فصلت الوعي حتى لا تستشعر آيـآمي لذة القتل وتتحول إلى شيطان بلا مشاعر !

ايعقل بأنها لم تنجح في ذلك ؟ لا تعلم ولا تريد ان تعلم ! يكفيها ما تشعر به الان من رعب ناحية ساتان !

ولكنها قررت الوقوف فجأة وهي تضحك بشكلٍ هستيري مجنون ! توقف الجميع عن القتال مستغربين من فعلها الغريب هذا !

بدأت تصرخ وهي تعلّن عن امرٍ ما !

- اعتقد بأن اول من انتبه على الامر فيكم كان اراشي ! هو قوي الملاحظة فيما يتعلق بالامور الغريبة !

ازدرد الجميع لعابهم واستدار ساتان الذي فشل فيما اراد فعله وتحدث بجبروته قائلاً

- وما الذي تحاولين الوصول اليه ؟!

اتسعت ابتسامتها اكثر واكثر وهي تتحدث بالنبرة الخبيثة الخاصة بالشياطين

- لابد وانك تعرف كل شيء ساتي ، ولكن دعني اشرحه لأبنائك الخرقى ! طبعاً كلكم تعرفون بأني اريد عائلة خاصةً بي واريد انتقامي من ساتي لاجل معاملته السيئة لي ! حسناً دمج العالمين لوهلة لا يبدو منطقياً اليس كذلك ؟! خاصةً هذا الشرخ الغريب الذي يبتلع عالم البشر لعالم الشياطين ! في الواقع احبتي تخيلوا التضارب الذي سيحدث في عالمٍ التشاكرا هي كل شيءٍ فيه ! مع عالمٍ القوى الخارقة والخاصة هي كل شيء فيه ! تخيلوا التنافر ! تخيلوا تصادم القوتين الهائلتين ! ما الذي سينتج ؟!

صمت الجميع يفكرون لوهلة ، سرعان ما ظهر الفزع على وجه آراشي الذي تعرق بشدة وهو يقول بغير تصديق

- ستختفي القوى كلها ! انفجارٌ هائل سيحدث ويدمر كل القوى في العالم فنغدو كلنا بشراً عاديين فانين !

الصدمة القوية التي ضربت بقلوبهم وعقولهم ، الفزع ، الخوف والاضطراب الذي ظهر على وجوه الجميع بعد تفسير آراشي !

- احسنت ! احسنت اراشي ! ما قلته صحيح مئة بالمئة ! اجل فعالمٌ بالقوى لن يخلوا من الحروب والدمار والقتلى ! سأصنع العالم الذي يتحابُ فيه الناس ! بلا قوى خاصة بلا خلودٍ ولا خراب ! سأبقى وحدي من تملك تلك القوى الخاصة وسأحكم عالمي بالحب والسلام ! انا لستُ مثلك ساتي ! لهذا استخدمتُ تمثال الراهبة الذي يعتبر من اقوى التماثيل في امتصاص القوى ! حتى ارسل كل قوى هذا العالم لعالم الشياطين ! وتدمر القوى بعضها البعض !

وقفت آيـآمي وجرّت آيـآكا من ملابسها وهي تصرخ غاضبة

- ما الذي تفكرين فيه ؟! بدمج كيانين منفصلين لا علاقة لهما ببعضهما ؟! ومن ثم تدمرين القوى ؟! اي عالمٍ هذا خالٍ من القوة غير قوتكِ انتِ ؟!

ابتسمت آيـآكا بحنان وربتت على رأس آيـآمي لتجيبها بهدوء

- بالطبع يبدو الامر جنونياً ! ولكنه حالما يتحقق امرٌ جميل !

ابعدت آيـآمي عنها برقة ، ثم التفت بابتسامة شريرة ناحية الحراس وصرخت عليهم آمرة

- اكملوا قتالهم !

نفذوا جميعاً ما قالته وعادوا لقتال الجميع مرة اخرى ، ساتان قد وقف بعيداً بعض الشيء مستنداً على الحطام يفكر بما قالته آيـآكا المجنونة !

هو اقترب من طريقة لفكّ هذا الشرخ ولكنه بحاجة لأمرٍ ما تملكه هي ! لا يزال لا يعلم ما هو بالضبط !

اُرهق ساسكي وكازو من القتال جنباً لجنب فتوقفا لبعض الوقت وهما يحاولان التقاط انفاسهما !

التفت ساسكي ناحية كازو بعرق الغضب على وجهه وقال بحنق

- ابتعد عنها هل تفهم ؟! ستعود معي لاحقاً !

ابتسم كازو بغرور ، اردف بعدها برفضٍ تام

- كلا ! ستعود معي انا ! لن تتمكن من النجاة من هذه المعركة !

مطّ ساسكي شفتيه بقهر على كلام كازو ، ثم اتسعت عيناه بقليل من الصدمة !

لوهلة بدى هادئاً جداً ، ثم لمعت عيناه بشرارٍ مرعب فاتجه ناحية كازو وجره من ملابسه وهو يحرر ما يريد من الكلام منفعلاً وسط ضجيج المعركة القوية

- اسمعني جيداً ايها القرد الراقص ! انتَ محق ! قد لا انجو من هذه المعركة اليوم ، لذا دعني اقلها قبل ان اموت او يحدث اي شيء ! إن مت وانتهى امري ولم يعد لي وجود في هذا العالم ! عليكَ ان تسعدها ! عليك ان تجعلها تقع في حبك ! لا استطيع أئتمانها على احدٍ غيرك ! استطيع ان اثق بك لانك تحبها كما احبها ! وستحميها كما احميها ! لذا اعتني بها إن حلّ بي شيءٌ ما ! ارسم الابتسامة على وجهها ولكن لا تجعلها تنساني ! ولكن دع ذكراي بالنسبة لها امراَ تفرح به ولا تحزن عليه ! هي كل شيء في حياتي فأجعلها كل شيء في حياتك ! احميها بحياتك !!!!

وقع تلك الكلمات على مسامع كازو كان اشبه بقذيفة المدفع التي تسقط على البناء فتدمره ! ارتجف للحظات من كلمات و ملامح ساسكي الواقف امامه بكل ثقة يحدثه بوصيةٍ لم يتوقع سماعها مطلقاً !

ابتسم بعدها بهدوءٍ اربك ساسكي ، ابعد يديه بهدوء ومن اعقب على كلامه بشكلٍ حنون لم يتوقعه مطلقاً

- لن تموت اليوم اوتشيها ! سوف تنجو وتعيش طويلاً معها ! بعدما تموت انتَ من الشيخوخة ستكون هي ليّ لا محال ! انتهى النقاش ! لنعد للقتال !

صُدم ساسكي من ردة الفعل ! ولكنه ارتاح بعض الشيء لهذا الكلام ، ابتسم بثقة وعاد للقتال مجدداً !

آيـآمي التي جلست على ركبتيها تأنّ من الالم قد بدأت تدرك امراً ما ..

تحولت عيونها وملامحها للصدمة وهي تشهق ! تشاهد كلاً من ساسكي ، ناروتو وايتاتشي في خضم القتال مع الباقين !

- لماذا ؟!

قالتها بهمسٍ لضعفٍ في قواها ، كادت تخور وتسقط لولم تستعن بالجذع مجدداً ! ارادت ان تبعدهم عنها ! لا تريدهم في حربٍ لا ينتمون لها !

لما عليهم ان يعانوا كما تعاني هي ؟! هي الان ستعاني اكثر واكثر مما يفعلونه لها !!

- توقفوا ... ارجوكم .. عودوا ادراجكم !

صوتها خفيضٌ مرهقٌ لا قوة فيه ، لن يصل اليهم مهما حاولت ، جلست على ركبتيها وهي تحاول التنفس !

امتلأ وجهها بالعرق وشحُب وجهها تماماً وكأنما هي من الاشباح !

تعجبت من تلك القوة لدى ساسكي ، لم تتوقع ان يكون بهذه القوة إن اصبح جاداً تماماً ! كل هذه التقنيات ! وكل هذه الهجمات والدفاع ومهارته في استعمال السوسانو !

لقد تغّير تماماً واصبح اقوى من ذي قبل بكثير ، ابتسمت بوهنّ ، كيف لم تدرك هذا الامر من قبل ؟!

يبدو وكأنها الوحيدة التي لم تتغير ، الوحيدة التي لم تتقدم في اي شيء ! كلهم الان اقوى بكثير ! عداها ! فهي تضعفُ كلما مرّ الوقت

اجل هي ملعونة لا محال ! لا مجال لإنكار هذا ، استيقظت من سرحانها حالما جُرح ساسكي في كتفيه قبيلما قتل الشيطان الاسود الذي يجابهه !

فزعت خشية ان يؤثر هذا الجرح عليه بشكلٍ لا يحمد عقباه ، فوقفت دون ان تشعر وهي تصرخ فزعة

- ساسكي !! هل انت بخير ؟!!

انتبه لها فالتلفت متفاجئاً ، ابتسم بسعادة حالما رآها واعية بخير ، فقال بغروره المعتاد

- لا تقلقي ايتها المزعجة ! انا بتسعة ارواح لن اموت بفعل خدش كهذا !

في تلك اللحظة بدى بطولياً بشكلٍ تام ، انبهرت به واحمّرت وجنتاها اعجاباً بما يفعله مما اثار غيظ كازو الذي اعتصر رأس احد الشياطين السود بيده المجردة !

هنا بدأت تدرك امراً ما وهي تشاهده يقتلهم بسعادة وفخر لما يفعله ..

بدى الامر كحلمها تماماً ! سوف يموت بين يديها اذاً بعد قليل !

- كلا ! لا يمكن ان اسمح بهذا !

حاولت الوقوف ولكنها شعرت بأن سلاسل خفية تكبل قدميها فتمنعها من الحراك تماماً ! كلا ! سيحدث كل شيءٍ الان اذا !

ولكن هذه حرب ! والحرب لا ترحم من كان ضعيف الروح قبل الجسد ! لحظة الغفلة في الحرب تعني الموت !

هذا ما ادركته آيـآمي حينما التفتت للخلف لتجد شيطاناً على وشك ان ينهي حياتها ! مرت تلك اللحظات ببطء شديد

وكأنما الوقت يريدها ان تتذكر كل لحظة من موتها حالما تفقد الحياة وتنتقل لعالم الاموات ! تلك اليد الخوزقية التي يملكها الشيطان الاسود قد كادت تخترق قلبها لتفنيه تماماً

اجل ، هي تتذكر هذه اللحظة من الحلم تمام التذكر ! لحظة عجزها التي سبقت المآساة ! ها هي تحدث امامها ! ، حاولت التحرك ! ارادت قطع قدميها ولكنها لم تملك اي شيءٍ ليساعدها ! كاد ذلك الشيطان يصل اليها

ولكن يداً دافئة امتدت فجأة ودفعتها بعيداً ، يدٌ تعرفها تمام المعرفة وتخشى عليها من الاذى !

سقطت على الارض ولكن عينيها لم تتركاه للحظة ، شاهدت اليد الخوزقية تخترق صدره فتتناثر دمائه على وجهها

ارتجف كامل جسدها في تلك اللحظة ، حالما التفت الشتوي المطعون للخف فركل الشيطان الاسود وابتعد عنه !

إلا أن آخراً ظهر من العدم فطعنه مجدداً في معدته ! توالت الطعانت على جسده من كل مكان والشياطين عديموا التفكير ينهالون عليه من حدبٍ وصوب

دمائه تتناثر عليها ، على وجهها وجسدها وكل مكان على الارض ! يتلقى الضربات وهو غير قادرٍ على الدفاع عن نفسه !

ولكن ناروتو صرخ بقوة وهو يقتل بعضهاً منهم باستخدام قوى الكيوبي

- اللعنة عليكم ! اتركوا ساسكي وشأنه !!!

ابتعدوا عن ساسكي صوب ناروتو الذي استطاع ان يقضي عليهم ، آيـآمي لا تزال مصدومةً وهي تنظر لجسده المضرج بالدماء من كل البقاء !

حالما شاهد الجراح التي تسببوا بها له تتحول للأسود ادرك بأنه على وشك ان يموت ! كيف يعقل هذا ؟!

وقفت آيـآمي مصدومة تنظر اليه وعيناها قد اغرورقت بالدموع الحارقة المقهورة !

- لقد تحقق ..

ولكنه بدأ يفقد بصره ، لابد ان يكون بسبب ضربة ذلك الاحمق على رأسه ! كل شيء بدأ يتشوش تدريجيا !

يسير بترنح صوبها ، تلك الواقفة المتحجرة غير المصدقة لما قد حصل له !

صدره مضرجٌ بالدماء وهو يسعل المزيد منها من فمه الذي تلطخ بها من كل مكان ! خطواته بطيئة ناحية محبوبته المصدومة !

حتى استطاع الوصول اليها ، فابتسم بحب مرهق رغم الالم والدماء وقد اعتلت يده وجنتها بحب

- سآخذ اللوم حتى لا تشعري بالعار والخجل ! سأخبئ المك عميقاً حتى لن تعودي قادرة على الشعور به ! كما كنتُ اعانقك كل مرةٍ و يختفي المي ! انا كذلك سأحميكِ واخفي المك ! ولأجل ذلك اخفي دموعكِ ، لا تبكي لاجلي آيـآمي ! سأحجبها كلها ، تلك الصرخات التي ملأت عقلكِ بالشكِ والخوف ! سأهدئها كلها وسأبقيكِ آمنة من كل شيء ! ستبقين آمنة ! سأخفي كل معاناتك وامتص كل قطرةِ الم شعرتي بها يوماً ما ! ستبتسمين مجدداً .. غداً حينما تشرق شمس يومٍ جديد ، ستبتسمين بسعادة ولكني .. لن اكون هنا !

شهقاتها الصامتة ودموعها التي تسقط بغزارة وهي تسمع ما يقوله لها ساسكي الواقف على اعتاب الموت ! ما الذي يتفوه به ؟! لما يجب عليه ان يموت ؟! كلا !! لن يموت !! لن تسمح له بأن يفارق الحياة وهي لا تزال تتنفس ! لا تريده ان يموت ! عليه ان يعيش !

- انه خطئي ... خطئي انا ! هذا كله بسببي لانك تورطت في حربٍ لا شأن لكَ بها ! سأنقذك ! سأتخلى عن حياتي لأجلك !!

قالتها تبكي بحرقة وانفعال وهو قد سقط على ركبتيه فعانقته بقوة على ركبتيها كما هو ، شدّت الضغط على عناقه وهي تصرخ بحسرة وقهرٍ متندمة على ما فعلته ! على ادخالها إياه في حربٍ لا نجاة فيها لبشر

ولكنه ابعدها ببطء ، ابتسم وسط سيل الدماء من فمه ابتسامة ساحرة سرقت كل مشاعرها ، احاط وجهها بيديه وهي تضع يديها على صدره الدامي بخوف

- لقد تخليتُ عن حياتي لأجلك ! فلا تتخلي عنها ببساطة كما كدتِ تفعلين الآن

قالها بكل الحب الذي يمتلكه ناحيتها ! اقترب منها بهدوء وقد كادت شفتاه تلامس شفتيها ..

إلا انه قد فقد نور الحياةِ فجأة ! وسقط على كتفها مضرجاً بدمائه الخاصة ، هي ترتجف بشكلٍ لا يمكن تصوره ! تبتسم بشكل جنوني منكر ومصدوم

تمسكه .. تهزه بعنفٍ وهي تصرخ

- ساسكي .. كف عن هذا !! لا تمزح في هذا الوقت ! افتح عينيك ! ساسكي .. ارجوك ..

ولكن لا استجابة اراحتها ، جثة هامدة هي كل ما استطاعت ان تدركه فيه !

بدأت تصرخ بهستيرية

- لما ؟! لما لم اتمكن من منعه من التحقق ؟ لما ؟!!!!!!!!

ولكنها توقفت حالما شعرت بنبضٍ ضعيفٍ جداً في جسده ، ذلك النبض الذي لم يكن موجوداً في حلمها !

بدى لها كالأمل الذي رُسم من تمنيها له بالنجاة ، مددته على الارض وقد تقدم ساتان قلقاً على حالها هي !

حالما شاهد جراحه ودموعها حتى شعر بالأحترام ناحية ساسكي ! لم يتوقعه هكذا مطلقاً !

وضعت آيـآمي يديها المرتجفة على صدره وبدأت تحاول علاجه ، ظهرت طاقتها الزرقاء العلاجية على صدره وهي تبكي بحرقة

ابتسم ساتان بحنان وسعادة ، جلس امامها امام جسد ساسكي ووضع يديه فوق يديها ، بدأت طاقة ساتان العلاجية تتدفق وتندمج مع طاقة آيـآمي !

وخلال بضع دقائق ! كان ساسكي قد فتح عينيه بهدوء مصدوماً من الجسد الذي ارتمى يبكي بحرقة على جسده !

تعّرف عليها مباشرة ! ابتسم بهدوء وهو يمسح على شعرها بحب ، نظر صوب ساتان الذي حدجه بنظرة كره وحقد واضحة ثم وقف وعاد للشرخ في الهواء !

لا ينكر بأنه قد توتر من تلك النظرات ولكنه عاد ينظر لآيـآمي التي تمسح دموعها ، اراد ان يتكلم ولكنها صفعته بشكلٍ مرعب على وجهه مما سبب ورماً

- هل انت احمق ؟! ترمي نفسك للموت بتلك الطريقة ؟! هل تظن بأني سأسامحك ؟! ايها القبيح المزعج !!

لا يعلم لماذا ولكنه تفجر بالضحك عليها وعلى ملامح وجهها الغاضبة والباكية ، وقف بعدها وردد بثقة

- لم امت كما رأيتي ! سأساعد في انهاء الحرب واعودُ اليكِ !

وقبل ان يتمكن من فعل اي شيء آخر قام كازو بجره من شعره بقوة وهو يقول بقهر وغيرة

- هيا للقتال ايها الاميرة ساسكيا ! لا داعي للتباطؤ جلالتك ، خاصة وان حفلتك الراقصة لم تنتهي بعد !

صرخ آيريس بضحك جنوني على ساسكي وهو يقول

- تستحق ذلك ! ساسكيا ! افضل من ايريسّا بكثير ،ههههههههههههه لستُ الاميرة الوحيدة هنا !

صمت فجأة والتفت لآيـآمي التي ترمقه بملل شديد ، و بدون ان يشعر كان قد ارتمى في احضانها يبكي بحرقة وبلاهة

- آيـآمي ! منقذتي ! عزيزتي ! اميرتي ! لا تعلمين ما فعله المتوحشون بيّ في غيابك !

بدت وكأنها شعرت بالحزن على حال آيريس فربتت على رأسه وهو يدفن رأسه في صدرها وقالت له بمواساة

- وما الذي فعلوه بك ؟!

لمعت عيناه بخبث وازداد بكاؤه اكثر واكثر وهو يردد بحسرة على نفسه

- لقد ضربوني ! كسروا ضلوعي ! اهانوني ! والقوني بعنف على جذوع الاشجار ! قالوا بأني سنجاب قبيح ومشوه ! والكثير مما لا تعرفينه !

شعرت بالآسى على حال هذا المسكين المستضعف ، تحولت ملامحها لشيءٍ مرعب وهي تستطرد بوعيدٍ جعله يشعر بالرعب من الموت من قبلها فجأة

- ومن فعل لك هذا ؟!

ازداد بكاؤه فجأة وهو يشير ناحية كازو ويصرخ حاقداً

- كله من تدبير القرد الراقص هناك !!

وقفت آيـآمي وشعرها يتطاير من الغضب والهالة الحمراء تحيط بجسدها ، امسك بكتف آيريس ورددت بوعيدٍ بصوتٍ اجشٍ مرعبٍ جوهري

- لاحقاً سأجلعه يدفع الثمن غالياً بدمه ! لا تقلق عزيزتي آيريسّا ! سأنتقم لك !

تلألأ الجو من حول آيريس وهو يقول بفخر وسعادة

- الاميرة آيـآمي !

ولكنه اضطر كي يعود للقتال ، فالحراس كثيرون وكلما قتلوا منهم زاد عددهم بشكلٍ ملحوظ !

اما هي فقد اصابتها صدمة غريبة في جسدها ، وبدأت تترنح وهي تشعر بعقلها ينتزع من جسدها تدريجياً !

وبدون ان يدركَ احدٌ شيئاً كانت قد سقطت على الارض مغشياً عليها ! لتشهق آيـآكا وتتجه ناحيتها محاولةً ايقاظها بشتى الطرق !

فتحت عينيها ببطء بعد فترة على الديجور المظلم وحسب ، ضعضعة نفسها قد خلّدت ذكرياتٍ سيئة عن هذا الظلام الحالك !

شعرت بأنها تطفو ! فحركت رأسها محاولة ان تعرف مكانها ! إلا انها استطاعت ان تشاهد نفسها معلقة في الهواء ! من قبل سلاسل فولاذية قوية قادمة من اللا مكان !

صرخت بعنف وهي تحاول فكّ قيدها

- اين انا بحق الجحيم !

عينان حمراوتان ضخمتان فُتحتا فجأة امامها في الفراغ ! تلك العينان المرعبتان الوحيدتان اللتين تضيئان في هذه الظلمة !

فغرت فاهها وحاولت استيعاب الموضوع على مضض ! حينما تحدث صوتٌ مبحوح قائلاً

- انا ارادة العالم الوهمي الذي صنعته آيـآكا ! وأنتِ سجينتي !

حاولت ان تستوعب الامر ولكن الامر هذه المرة ... تعدى حدود المفهوم !




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق